عاشت حنان الفقر و الحاجه في
بيت والده الفلاح الفقير, فقد شح المطر, ولم تكن لوالد حنان أرض يحرثها, أو ماشيه
يرعاه.كان يعمل في أرضي الغير, ولما المطر قبل الحرث والزرع , فلم يجد عمل يعمله.
فكر والد حنان في ان يهاجر الي
المدينه ليبحث فيها عن عمل, لكنه تخوف من خوض غمار هذه التجربه, ولم يشأ ان يغادر
الارض التي ولد فيها وعاش وتزوج وانجب ابنته حنان وولديع عبد الرحمن والمهدي,اللذين
يصغرانها ب عدة اعوام .جاء فاعل خير الي والد حنان, فاقترح عليه ان يرسل حنانا الي
المدينه لتعمل في احد البيوت خادمه,لكن والد حنان رفض الاقتراح في اول مره, وقال:كيف ارسل
فلذة كبدي لتعمل في بيت اناس لا نعرفهم, وربما يكونون قساة فيقسون عليها؟
رد عليه فاعل الخير: -ان عمل
ابنتك يدر عليك دخلا شهريا به تعيش انت واسرتك, وليس كل الناس قساة كما تتصور,ففي
المدينه اناس طيبون.
وفي الصباح الغد دعا ابنته
ليخبرها بما فكر فيه قضي والد حنان ليلته وهو يفكر في الامر, وفي صباح الغد دعا
ابنته ليخبرها بما فكر فيه, وهو انه قد
قرر ارسالها الي المدينه لتعمل في احدى البيوت. شهقت حنان: -المدينه!احقا يا ابي ؟
لم يدر والدها اهى حزينه ام
فرحه لهذا الامر, ولما استفسرها وجدها راضيه, واخبرته بان بنات كثرات من القريه
يعملون في المدينه, وقد حدثنها عن اشياء غريبه شاهدنها,خلال عودتهن.
اتصل والد حنان بفاعل الخير,
فارشده الي رجل يعمل هو وزوجته في احد البنوك, لهما طفله تحتاج الي من يرعاها وان
احسنت حنان الي الطفله فسوف يعاملها ابوها بالحسني,ثم اعطاه عنوان البنك .
سافرت حنان مع والدها الي
المدينه فاذهلتها الشوارع الفسيحه والمتاجر وحرطه السيارات والحافلات.
التقي والد حنان بموظف البنك
وزوجته, فرحبا بحنان, ولما اوصهما والدها بان يفعلا بها خيرا, اكد له أنها ستكون
كابنه لهما.
كانت لحظه توديع حنان لوالدها
مؤثره, فطفرت (خرجت)الدموع من عنينيها, وتظاهر والدها بالصب, إذ كان لا يطيق فراق
ابنته.
اخذ الرجل و زوجته حنانا الي
البيت,فرات فيه أثاثا لم تعهده في بيتهم في القرية, وهناك تعرفت علي ابنتهما
بهيجة.
كانت بهيجة صبية في الثالثة من
عمرها, جميله كالقمر, فاقتربت منها حنان وقبلتها علي خدها وأخذت تلاعبها.
وتطلعت بهيجه الي
حنان فاقتربت منها هي الاخري وقد بدت فرحة بوجود حنان.
طبعت قلبة علي خدها.
سرعان ما نشات
الالفة بين بهيجه وحنان, فصارتا كاختين, مما افرح ابوي بهيجه, فاغدقا من عطفهما
علي حنان, واخذا يرعيانها وكانها بنت لهما.اشتريالها ملابس جديده, وكانت ربة البيت
لا تكلفها بالاشغال التي ال تطيقها, كما كانت في يوم الجمعه تخرج الاسره الي بعض
النزه, فتلاعب بهيجه وتمرح معها.
تاسف والد حنان
لكونها لا تقرا ولا تكتب, فقرر الحقها بمدرسه لمحو الاميه, وبدات حنان بذكائها تتعلم
القراءة والكتابه.
رغم سعادة حنان بما
عاشته في بيت بهيجه, فقد كانت تشعر بلوعة فراق والديها واخويها الصغرين: عبد
الرحمن والمهدي, وعنزتها التي كانت تربيها, والشجره التي تظلل جابنا من الكوخ الذي
تسكنه اسرتها,والفرن الطيني الذي كانت تشعل نار الحطب.
اقبل العيد فزاد شوق
حنان لاسرتها, واصبحت شارده تفكر في اهلها, الي ان اخبرت ام بهيجه بما بها, فرقت
احالها.
قرر والدا بهيجه
قضاء يوم العيد في الباديه, مع اسرة حنان.
اشتري والد حنان
لوازم العيد, من لحوم وخضر وفواكه وحلويات, واشتري لاخوي حنان ملابس جديده,ولعبا
وانواعا من الحلوي,كما اشتري لوالدها جلبابا ابيض وطربوشا وحذاء, ولامها لباسا
مزركشا متعدد الالوان, وفي يوم الصباح العيد اخذواكل تلك العدة في السيارة,
وسافروا مع حنان الي باديتها.
في الطريق كانت حنان
شديده الشوق الي اهلها, وما وصلوا حتي
كانت المفاجأة سار لاسره حنان, وكان اللقاء مغمورا باشوق والمحبة.
قضت حنان يوما سعياد
مع اسرتها, فاشتركت في اللعب مع اخويها بصحبة بهيجه, كما والد بهيجه وأمها مع والد
حنان في احاديث وديه, وخلال تناول طعام الغذاء الذي اعدته ام حنان وام بهيجة تقاسم
الجميع ما كان علي المائدة من طعام وحلويات,وساد الفرح بيوم العيد, وبلقاء حنان مع
اسرتها.
في المساء, اعلن
والد بهيجه انه كلما اتاحت له ظروف عمله هو وزوجته الفرصه فسوف يكرر هذه الزيارة,لتصل
حنان الرحم مع اسرتها.
وكذلك كان, فقد كترت
الزيارات, وتوطدت اواصر المحبه بين الاسرتين.
زاد تعلق حنان وبهيجه
كل منهمابالاخري, وعاشتا في وئام.
النهاية